الجمعة، 1 يناير 2010

الأشـتـيـاق




أحياناً .. وربما كثيراً يأخذنا الأشتياق .. الحنين .. إلى أشخاص كانوا
ربما بحياتنا ذات يوم . وربما رحلوا دون عوده !!
وربما مازالوا بحياتنا ولكن لا نستطيع أن نخبرهم كم نشتاق إليهم ..
كم نحتاج إليهم .. كم نحبهم .. نتمنى قربهم أكثر وأكثر لقلوبنا ..
ولكن يبقى الصمت هو سلاحنا .. معهم .. فلا نستطيع أن نخبرهم
حتى لا نخسرهم لا نفقدهم فهم لم ولن يكونوا منذ البدايه لنا ..
ولا نصيبهم معانا .. ولكن بكل قوة .. وعصيان من قلوبنا ..
وعقلنا نفكر بهم .. ونشتاق لسماع أصواتهم .. لكلاماتهم ..
لضحكاتهم .. لهماستهم .. وحتى لحظات شجارنا .. مقالبنا ..
صراخنا .. خصامنا نشتاق لهم !! فنذهب خفيه إلى أماكن
كانت تجمعنا بهم .. عشنا فيها معهم أجمل ذكريات عمرنا ..
أماكن كلما مررنا بجانبها .. تخفق فيها قلوبنا .. وتنبض بكل قوة .. ويرحل بك عقلك إلى الماضى .. ليعيد لك ذكرياتك .. شريط عمرك

وحياتك السابقة .. فتدمع عيونك ويبكى قلبك .. لوجودك فى هذه اللحظه بهذه الأماكن وحيداً .. بعد أن كان لك فيها ذات يوم .. ربما رفيقاً ..
حبيباً .. أخاً .. صديقاً .. ولكنك تشعر أن كل الأحداث والذكريات
كانت منذ لحظات .. أيام .. شهور .. وليست منذ عده سنوات ..
مثلما تخيل قلبك وروحك ..ولكن دائماً ما نهرب من الحقيقة
لأنها كثيراً ما تألمنا .. ما تذبحنا .. لذلك قد نهرب منها .. ونعيش
وكأننا فى خيال .. وكأننا دخلنا كابوس مفزع ولكن يكون بداخلنا يقين
إننا لابد سنفيق منه ذات لحظه !! وبالفعل نفيق منه عندما نجد
الأماكن لم تعد مثلما كانت .. تشعر إنها أيضا وحيده .. حزينة ..
لبعدنا عنها .. تشعر إنها تشتاق لنا .. وتبكى من أجلنا .. وحزينة لبعدنا .. لمصيرنا المجهول .. وتصرخ لرجوعنا . وتساءلنا لماذا تحول أشتياقنا .. حبنا .. عشقنا .. قلوبنا التى كانت ذات ليله روحاً واحده .. نبضاً واحداً .. قلباً واحداً .. إلى غرباء .. أعداء .. سراب .. خيال .. !!
وأحياناً وكثيراً لا يكون لدينا أى إجابه .. سوى إنه كان حلم جميل لم يكتمل .. وربما كان وهماً كبيراً وتم أكتشافه قبل أن نهلك معه !! ونكتشف أن من قال أن البعد يجعلنا ننسى أحبائنا .. هو شخص كاذب .. وربما قالها ليهون على حاله .. عندما فشل أن ينسى هو ذاته أى شئ بحياته !!
فنظل نقف فى هذه الأماكن وكل ملامح الصدمه .. الالم مرسومه بعيونا .. والحيرة بداخلنا . وذات اسئله الأماكن لنا نسألها لأنفوسنا ..
لماذا كنا ربما قاسيين القلب .. عناد الروح .. مندفعين الرأى ..
مخطئين القرار .. ورغم كل ذلك نستيقظ من صدمتنا على أصوات الأشتياق .. التى تتحول لعصافير مغرده .. تظل تطير حولنا بكل مكان .. وتغرد لنا لحن حزين .. كله شجن وحنين .. إننا مشتاقين .. مهما كان القدر .. النهاية .. مشتاقين ولكن مهما كانت قوة أشواقنا .. ففى هذا الزمن .. وهذه الحياة .. نادراً الذى يرحل يعود لنا من جديد ..
فالذى رحل .. رحل واصبح من الماضى وصعب يعود .. ولكن يبقى
لنا منهم رائحه عطرهم .. التى ندرك أنها كانت أوفى من أصدقاءها !!
بعضاً من ألبوم صورهم .. مكتوب عليها تاريخ أول لقاء .. أول إبتسامه .. أول أعتراف لنا بحبهم .. بعشقهم
أول صورة إلتقطنها سوياً وكنا نقول لأنفسنا .. سنحفظها بألبوم صورنا .. وربما بحقيبه .. محفظه يدينا .. فهى صورة للذكرى الجميله التى نريد أن نتذكرها مهما مرت السنوات .. ولم نكن ندرك إنها ستكون صورة لذكريات ماضيه .. وأن كل منا سيتذكرها وحيداً .. وربما ينساها الأخرون .. وربما يمزقون كل ألبوم صورنا .. مثلما تمزقت أوراق أحلامنا !
فمهما كانت لذه الأشتياق .. وروعته .. وأحاسيسه الساحرة .. فأما أن نبوح لهم دون أى مقدمات .. ونعترف لهم كم نشتاق إليهم .. ونريد عودتهم وبقاءهم معانا .. حتى نريح قلباً ليس له أى ذنب سوى إنه أصبح قلبنا .. فمن حقه علينا أن نجعله يعيش بهدوء وسلام .. ونوصله لشاطئ الأمان !!
وإذا لم يكن لدينا مقدرة أن نبوح لهم .. وأن مهما قلنا لهم .. فالقدر لن يتغير .. ولن يجعلنا معهم مهما كان رجاءنا
فلنصمت .. ونجعله سراً دافيناً بداخلنا .. وذكرى ومرت بحياتنا .. ونبحث .. وننتظر من جديد من يستحق إشتياقنا
حبنا .. قلبنا !!

هناك 7 تعليقات:

  1. بجد بجد مش عارفة اقولك اية
    كلامك تحفة و رائع و مؤلم و واقعي
    تسلم ايديكي يا قمراية انتي

    رانيا عزت ;))

    ردحذف
  2. تسلميلى يا رانيا منورانى كالعاده يا جميله

    وتحياتى ليكى

    ردحذف
  3. لقد تفوقتي على نفسك بهذه المقالة
    كلما أقرائها تفر الدموع من عيني
    فلا يعرف معنى كلامك إلا من كان جزئا منه و عايش كل لحظة منه

    كلما قرأت خواطرك تذكرت العبارة التي تقول

    عذرا اذا ظهرت اثار الجراح في سطورنا فنحن لا نكتب بالمداد بل بدم القلب ... وأنت تكتبين بروحك وقلبك وعقلك ... وبكل قطرة من إكسير حياتك ...

    الكل يقول انك تعبرين عن ما يدور في داخله وانك تقولين ما كان يفكر به ولكن هيهات أن يعرف أحد الحقيقة ... فالكل يرى الغلاف الخارجي ولا يعرف أحد ماذا حدث إلا الله سبحانه وتعالى ... فقلب كل واحد منا بئر عميق من الأسرار ...


    هذه أكثر فقرة أعجبتني

    ============================
    ورغم كل ذلك نستيقظ من صدمتنا على أصوات الأشتياق .. التى تتحول لعصافير مغرده .. تظل تطير حولنا بكل مكان .. وتغرد لنا لحن حزين .. كله شجن وحنين .. إننا مشتاقين .. مهما كان القدر .. النهاية .. مشتاقين
    ===========================

    وأقول لك مهما كان القدر سنظل مشتاقين ... فإن لم يكتب لنا الله تعالى اللقيا في دنيته ، أتمنى أن يكتبها في آخرته ... وفي النهاية الله على كل شيء قدير ...

    صمتت الحروف و ماتت الكلمات ... فقد أعياها الحنين و الشوق لك ... ولكن ... سيبقى الشوق فينا بقاء النفس ... فإذا زفرت أخر شهقة في هذه الدنيا سيكون نهاية شوقي و بدء إنتظاري للقياكي في حياة ثانية...

    ===================
    فلنصمت .. ونجعله سراً دافيناً بداخلنا .. وذكرى ومرت بحياتنا ..
    ==================

    رب صمتا كان أقوى من آلآف الكلمات ....

    فلماذا الكلام إذا كنت تحس بقلبك ماهو الكلام ...

    التوقيع
    عاشق تاه في بحر الزمن

    ردحذف
  4. عاشق تاخه فى بحر الاحزان

    الصراحه كلماتك ورايك فى خواطرى اعجزنى عن كتابه اى تعليق وكلماتك رائعه ايضا

    واتمنى من كل قلبى ان تكون عاشق يذوب فى بحر الحب والحياة

    والابتسامه .. واتمنى ان يكون قلبك نابضاً بالحب والسعادة

    وان ينسى الماضى بكل احزانه وجراحه .. وينظر فقط الى الحاضر والمستقبل

    ردحذف
  5. بجدانتي حسيتي بكل حاجه جوايا نفسي اتكلم معاكي اوي نفسي والله:(

    ردحذف
  6. الاماكن اللى مريت انت بيها ..عايشة بروحى ولكن مالقيتك

    ردحذف
  7. مهما حاولت فلن اعبر لك عن مدى اعجابي بكلماتك حقاادهلت لكن تاكدي انه لا احد يستطيع ان يبوح باشتياقه للاخر الا العاشق المخلص فبالفعل الصمت لايعتبر الحل

    ردحذف