الأحد، 17 يناير 2010

الـــطــائــر المهاجر الــمـجــروح




أكتشفت اليوم أن كل لحظه تمر فى عمرى ** سأكتشف أشياء قد تصدمنى
وقد تسحرنى فى هذه الحياة ** فلقد كنت دوماً ** أعشق الطيور **
وكم كنت دوماً أتمنى أن أكون طائر ** مثل كل الطيور ** لى جناحين
أرفرف بهما فى الفضاء الغامض الساحر **

كنت أعشق أن أشدو مثلهم بأروع الألحان ** أطير وأطير بكل حريه
دون أى قيود **أخترق العالم دون أى قوانين ** أفعل ولو للحظه واحدة
فى عمرى كل شئ مجنون ** كل ماهو مستحيل ** فكلما رأيت طائر
يقف على غصن شجر ** يتمايل ويشدو بكل رقه ورومانسيه **
أحلف لكم إنى أحسده ** وأكاد أفقد عقلى حتى أكون مثله
ولو لبرهه من الزمان ** وكم تمنيت أنا يكون لى طائر
فيكون صديق لى ** يحكى لى عن مغامراته **عن أسراره **
أحلامه ** ويخبرنى عن سحر جناحيه وغموضه **

حتى تحقق حلمى ** وقابلت طائر جميل ** عندما تتكلم معه **
يشعرك أن الحياة جميله بلا حدود ** وأن ليس هناك ما هو مستحيل **
وأن الحب والرومانسيه مازالو نبض قلوب كل طائر ** يشدو لك **

فتتأثر روحك ** فتلغى من قاموس الحياة ** كل مفردات الحزن **
الدموع ** التشاؤم ** الأستسلام **

الخلاصه يعطيك إحساس أن السماء مازالت تتألق بألوان الطيف الساحرة
** وأن الأنسان ما زال يمتلك سحر الحياة ** وأنه قادر أن يجعل نفسه مثلما
يتمنى ** أن يكون طائراً رائعاً ** أو ورقه ضائعه **
فجعلنى أتغلب أوقاتاً على لحظات إستسلامى ويأسى **

ورغم كل ذلك إلا إنى أكتشفت الجانب المظلم من قلب هذا الطائر **
إعتقدت إنه يمتلك جناحين ** حتى رأيت الواقع المؤلم ** نعم لديه جناحين **
جناح واحد يستطيع به أن يعيش ** أن يطير به لمسافات قصيرة **
ليس كما تخيلت أن يلف به العالم ** أما الجناح الثانى فهو جناح مكسور
** مجروح ** مهزوم ** لقد أراد هذا الطائر أن يحتفظ بهذا السر فى قلبه

** ليتعذب لوحده ** ولكن إحساسى جعلنى أفكر أن الكمال هو لله سبحانه وتعالى ** فكيف كنت أحسد الطيور ** ولم أنتبه إلى أن كل ماهو جميل **

يجب أن يكون به بعض الجراح والأحزان ** فمنظره الخارجى
وكلامه هو الذى سحرنى ولم يجعلنى أظن إنه قد يكون فى بعض السراب ]
** وبرغم تأثرى ** وشعورى بالمراره لأكتشافى الحقيقه **

إلا أنه أثر فى ** وشعرت لأول مرة إنى أيضاً طائر ولكنى لم أكن أدرك ذلك
** فتلاشى الحلم ** ورأيت الواقع الحقيقى **
وكم تمنيت أن أجد علاجا ً ساحراً لهذا الطائر ولمثله من الطيور
** فهو يتألم لا يستطيع أن يطير إلى وطنه الحقيقى فلقد مل الغربه
** ومل الوحدة ** ولكنه للأسف لا يمتلك إلا جناحاً واحداً

يجعله يطير فقط ليأتى بثمار يومه حتى يستطيع أن يداوى جناحه **
إنى دوماً كنت أحلم بالرحيل إلى عالم أخر ** إلا إنه جعلنى أشعر بقيمه
وطنى وحياتى ** حتى مهما جرحتنا الحياة ** ومهما كان قسوة الزمان
** فيكفى إننا بجنحين ونستطيع أن نرفرف بهما **
حتى ولو كانت حدودنا داخل وطننا ** ولقد جعلنى فى هذه الليله أن أدعو له
ولكل طائر مهاجر مجروح ** أن يشعر بدفء الوطن فى قلبه **
وملامحنا الخمريه فى عينه **ويليت دعائى يصل إليه
** ولكنى مدركه إنه سيقاوم أسوار وحدته ** ويهزم غربته **

وسيأتى يوماً قريباً ** ويطير بجناحيه دون أى قيود ** وسيحيا حياة رائعه بلا حدود **لأنه سيأتى يوما ً وتكون كل طيور بلدهم ** منتظره رجوعهم بكل شوق ولهفه
** لا مثيل له

ولحظتها قد تتمنى أن تهاجر مرة أخرى ** حتى تأتى من جديد وترى كل هذه النظرات الساحرة ** والأحضان الدافئه ** وهى تحتفل بك من جديد **

لذلك يا طائرى المهاجر ** لا تكون مجروح ** ومن الأن أنسى كل الدموع **

كل الجراح كل العذاب .. كل الوحده .. الحزن .. الفراق .. الوداع

وتذكر فقط أن عمرك فى هذه الغربه واقف وما زالت أنت شاباً
مثلما ذهبت أول مرة **

وأن قطار عمرك ** وشبابك وأحلامك ** منتظرينك فى بلدك **
ويكنوا لك كل الاحترام والتقدير ** وستجد ملايين من الطيور يقدمون لك بستاناً
من الزهور ** ويعزفوا لك أروع الألحان ** ولحظتها صدقنى ستجد جناحيك
تتمايل وتتراقص بكل دلال ** و ستجد نفسك طيراً شادى وليس طائر مجروح ** ولحظتها فقط تذكرنى **

وادعوا لى أن أرفرف وأشدوا مثلك ذات يوم ******

:)


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق