الأحد، 13 ديسمبر 2009

مــا لا نــهــايــة




كنت جالسه عند الشاطئ أستمتع بجمال وسحر الطبيعه الخلابه .. بشمسها المشرقه الدافئه .. وبسمائها الصافية بشقاوة بحرها وأمواجها .. فربما أنسا معها كل أعباء
وهموم الحياة !!

وأنسا أسمى وأنسا من أنا ومن أين أتيت .. الخلاصه أنسا كل شئ فأنا بأحتياج أن يكون عقلى هادئ البال .. وقلبى ساكن النبض والروح !!

وفجاءه رأيت رجل قوى وشرقى الملامح قادم بكل هدوء إلى ذات الشاطئ .. ووقف يتأمل الطبيعه والبحر بنظرة هادئه مثلى .. فأيقنت إنه هارب مثلى من العالم والبشر وأتى هنا ليريح قلبه وعقله ولو للحظات !!

فرأيته ينظر إلى البحر أحياناً بصمت .. أحياناً بأبتسامة .. أحياناً بحزن وألم وأحياناً نظرة غضب .. صياح .. كان بداخله مزيج من كل أنواع المشاعر الموجوده بالحياة !!

ولا حظت إنه أيضاً يبتسم أبتسامه ناعمه .. ولكن يبدو أن وراء إبتسامته سراً كبيرا ربما يخفيه وراء هذه الأبتسامه .. فيبدو أن قلبه ربما حزين .. ربما مجروح .. ربما مذبوح .. ولكن هكذا هيا الحياة تجعلنا كثيراً نبتسم حتى نكتم بداخلنا .. صوت ألف صرخه وأأأأأأأأأأه !!

ولكن مرت لحظات فوجدته تحول من رجل قوى الملامح .. إلى طفل صغير يصرخ ويشكى للبحر ويحكى له عن أحواله .. عن همومه عن معاناته .. عن سر هروبه .. ورحيله من عالمه إلى عالم أخر !

ووجدته بالفعل يقول بكل قهر وألم نعم أيها البحر لقد هربت من هذا العالم وخلقت لذاتى عالم أخر بعيد كل البعد عن ذكريات الماضى

وعن عالم طفولتى .. مراهقتى .. شبابى .. قصه حبى .. هربت وأصبحت لا أبالى بأحد إلا بذاتى وكيانى .. وقلبى الذى مازال يعانى ولم ينسا

نعم هربت ورحلت يا بحر بذاتى ولكن قلبى مازال يعيش على ذكريات الماضى الجميل المرير بذات الوقت !!

الماضى الذى لم أستطيع حتى بعد هروبى ورحيلى وغربتى ووداعى له أن أنساه
ولو بعد حين !!

فمازال حبها بقلبى ينبض ويحيا ويعيش !! مازال رائحه عطرها تتنفسه أنفاسى كل لحظه لذلك أن أتنفس وأعيش !!

فصورتها مازالت مرسومه بجفون عينى فأراها وأتحدث معها فى أحلامى ويقظتى !!

فمازال يا بحر يرافقنى خيالها .. كظلاً لى .. فأنا لم أستطيع .. ولن أستطيع أن أنساها .. مهما رأيت من فاتنات نساء العالم أجمعين !!

فهى مازالت أسيرة قلبى .. مالكه روحى .. ساحرة عقلى .. وحبى لها .. بل عشقى لها سيظل ما لا نهاية .. نعم ما لاااااااا نهاية ..لأخر نبض بحياتى !!

فأنا أيها البحر مازالت عاشقاً للرمال التى كانت تخطو عليها بأقدامها الرقيقه ..
مازالت أتذكر كلماتنا .. حبنا .. أحزاننا .. أفراحنا .. حتى لحظات شجارنا لم أنساها !

فمهما مر بى الزمان ومهما كان القدر قاسى فرقنا منذ زمان فلن أنساها .. ولن يمحوها عقلى من ذاكرتى .. ومهما أحبتنى غيرها من نساء الدنيا فلن أحب غيرها

مهما كان وداعنا وداعاً أخير !!

فأنا أدرك يا بحر أنى كرجل ربما يفرض القدر على رجولتى أن أرتبط ذات يوم ..
بأمرأه أخرى غيرها حتى أستقر بحياتى .. وأسعد أمى وأهلى وجميع أصدقائى

فوقتها ربما أرتبط أرتباط عقل .. روح .. ولكن قلبى سيظل دوماً معها .. نابضاً بأسمها .. بحبها .. بصورتها .. بصوتها .. فمهما كان ما حدث بيننا لحظه فراقنا
سأظل أحبك سيدتى لأخر نفس يتنفس به صدرى .. فحبى لامرأه أخرى
غيرك أشعر بأنى رجل خائن للحب !!

فقلت لحالى هل ما سمعته أنا هل يمكن أن يصدقه أى عقل بالعالم ؟ هل يوجد رجل
مازال مخلصاً بحبه مهما كانت نهايته وداعاً !!

هل أحسد حبيبته على حبه لها ؟ أم أشفق عليه وعليها .. وألعن القدر والزمان
الذى فرقهما .. وجعل هذا الرجل يعيش حياته كالهارب .. كالرحال !!
هل من ستكون نصيبه .. لا تستحق قلبه .. وسيستطيع أن يكفيها ويسعدها
بعقله وروحه معها ؟ لكن ما ذنب أى إمرأه يا سيدى تتحمل كل ذلك خاصاً
إذا عشقتك .. أحبتك وتمنت أن تكون هيا أميرتك .. أسيرتك قلبا وروحاً
وعقلاً وجسدا ....... الخ

ما ذنب أى امرأه أخرى مهما أنت فعلت لأسعادها .. فالمرأه تشعر يا سيدى
بقلب الرجل إذا كان بحق يهفو إليها ويحبها هيا أم إنها مجرد سراب فى حياته !!

ولم أكمل حديثى مع ذاتى .. وكل الخواطر التى جاءت بعقلى من أسئله ؟ حتى وجدت البحر الجميل الساحر . تحول لبحر ثائر .. هائج .. أصبه الغضب والجنون


ورأيت أمواجه تكتب على رمالها بكل غضب وتقول له بصوت عالى قوى أرهبنى
عند سماع نبره صوته !!
هل أنت على يقين إن كل شئ بينكم رحل ولم يعد هناك أمل للرجوع ؟

هل لا تستطيع أن تفعل أى شئ مهما كان صعب ومستحيل حتى تعود إليها من جديد فيرتاح قلبك وبالك وتعود لوطنك من جديد ؟

هل تتخيل سيدى أن هروبك وقراراتك سيجعلك بحق رجل سعيد ؟


هل هيا بالفعل تستحق كل ما أخبرتى عنها ؟ هل هى تتعذب مثلك .. أم جعلتك مجرد ماضى وذكرى وانتهت من قاموس حياتها ؟
وأنت فقط مازالت منوم معناطيسياً فى حبها وهيا أستيقظت منه

وبدأت من جديد عمرها وحياتها مع حب جديد ورجل أخر غيرك !!
فوجدت هذا الرجل يقول بأعلى صوته مهما كانت كلماتك .. أرائك فأنا سعيد بهروبى .. سعيد بحبى لها حتى لو كانت لا تستحقه .. فأنى كلى وفاءاً للحب ذاته أيها البحر !!

فلم يكن للبحر أى كلام أخر سوا أنه أرسل موجه قويه أمتلكها الغضب والجنون
فأرتطمت به .. ظناً منها إنه ربما سيفيق مما هو فيه !!

لكنى شعرت أن ما قاله وفعله البحر وأمواجه كان بلا أى جدوى .. وصدى عند هذا الرجل العنيد بحبه !!

فنظرت له .. وأقتربت منه .. وأخبرته إنى أتفهم حال قلبه وقراره ؟ ولكنى ربما لا أتفق معه .. ولكنى لا أستطيع أن أحكم على أفعاله .. فربما لديه أسبابه .. مبرراته .. ربما ذاق مرارة الدنيا بأجمعها

وأن بهروبه ربما تقل مرارتها بحياته !! فلا أستطيع أن أقول له أى شئ .. لأنى ربما أحياناً تمنيت أن أهرب مثله إلى عالم أخر

ولا أهتم سوا بحالى .. فأحياناً نحتاج أن نهرب ولو لبرهه من زمن حتى نستطيع أن نتنفس من جديد فى هذا العالم الغريب

ولكنى بكل هدوء قلت له أتمنا لك حباً أقوى .. وإمرأه يكون لديها سحرها الخاص الذى ينسيك كل ماضيك .. كل حياتك .. كل عمرك الذى مضى .. تسلب .. تخطف قلبك منك
دون أن تستطيع أن تقاومها .. وتقول لا لها !!

فمهما كنت تظن سيدى إنه أـستحاله أن تنسا .. وإنك قابلت غيرها من النساء ولم تنسا .. فكن على يقين إنك ربما لم تقابل المرأه التى لديها كل أسلحه الحب القوية التى تجعلك تنسا أسمك

كم عمرك ؟ من أين أتيت ؟ ومن ماذا هربت ؟
فأدعى ربك سيدى أن تقابلها أفضل بكثير أن تظل وحيداً تعيش على قصه
اللبن المسكوب الذى من الصعب أن نتذوقه بعد أن أنسكب على الأرض
رغم إنه يبقا لبن !!

فنظر لى نظرة صمت .. نظرة تفكير .. ربما صدمته كلماتى .. ربما جعلت بحياته
بصيص صغير من الأمل !!

فشكرنى بكل هدوء .. فأستأذنته ورحلت أيضا بكل هدوء .. وتركته وحيداً بالشاطئ .. ربما يفكر فى كلمات البحر وكلماتى .. ربما صفعه أمواج البحر .. تنير بصيرته ..
وتعالج قلبه !!

وطوال طريقى وأنا أفكر .. هل مازال فى رجال مثله يقدرون الحب ؟
يحبون بحق من قلبهم ؟ وترى كم عددهم ؟ وأين نجدهم ؟ ومتى نقابلهم بحياتنا ؟

ورغم تساؤلتى التى كانت دون إجابه إلا إننى دعوت له من كل قلبى أن يحب من جديد .. وأن يجد أيضا من تحبه .. ويكون حبهم ما لا نهايه

هناك 6 تعليقات:

  1. بجد بجد مش عارفه اقولك ايه راااااااااااااائعه لأبعد حد

    رانيا

    ردحذف
  2. بجد انا اللى مش عارفه اقولك ايه رانيا على ذوقكك ومتابعتك الدائما مرسى كتير وسعيده انها عجبتك :)

    ردحذف
  3. احيكى ياباكى على الخاطره الرائغه دى
    بس انا مشفق على بطل قصتنا وروايتنا .. الاغلب مننا هيفكر انه اختار البعد والفراق طيب مين اللى فكر ان ده يكون مش اختياره او حتى انه اختار الحل الاقل مراره .. كتير اوى بتكون الظروف اقوى منا جميعا حتى لو عدى علينا يوم واقسمنا فيه اننا نتحدى الظروف .ممكن يكون شاف ان مصلحتها فى بعده حتى ولو على حساب عذابه والمه وقرر انى يضحى عشانها وقرر انه يعيش فى الام واهات عشان هيا تعيش فى سعاده..الشىء الوحيد اللى ممكن يهون عليه احزانه هو حب اقوى لاكن بالتاكيد لن يمحى حبه القديم وهيعيش على ذكرياته

    ردحذف
  4. بعيون دامعة أشكرك على هذا المشهد الرائع ,,, قريب لدرجة لن أقول لا تتخيليها ,,, فقد تخيلتيها بحذافيرها ,,, بكل تفاصيلها بلا زياده أونقصان ,,, لا أحاول أي شئ بتعليقي هذا ,,, لكن حقيقي تراودني كل كلمة ,, كل احساس ,, كل تساؤل صورته في لوحتك الجميلة ,,,
    حسام محمد

    ردحذف
  5. احمد شفيق مرسى لوجودك وكلامك الجميل

    انا بتفق معاك الناس دايما فاكرة ان الهروب سهل

    احيانا بيكون اصعب ما يكون واصعب اختيار بحياه الناس

    فى ناس بتهرب وهيا فعلا مزقه وفى ناس بتهرب لانها لم تتحمل مسئوليه الحب

    واحيانا الظروف اصعب واقوى مننا فعلا

    مرسى لكلامك احمد

    ردحذف
  6. حسام محمد اسفه لدموعك ومرسى لكلامك ليا

    واتمنالك راحه البال والنسيان وامل جديد بحياتك

    شكرا لوجودك

    ردحذف