كثيراً ما أسمع هذه العبارة منذ سنوات وسنوات
عندما ينفذ رصيدى من هاتفى الخلوى .. وكانت دائماً صاحبه هذا الصوت تقولها بكل قوة .. بكل ابتسامة .. بكل صراحه مطلقة!!
وأحياناً
ما كانت تثير كلماتها .. صوتها أعصابى .. تغضبنى .. عندما أحتاج أن أجرى
اتصالاً هاماً .. أرسل رسالة هامة !!
فكنت أغلق هاتفى قبل أن تكمل رسالتها الممله .. التى حفظتها عن ظهر
قلبى .. فكنت أردد عبارتها قبل أن تبوح هى بها !!
ولكن هذه الليلة كنت أجرى أتصالاً هاتفياً .. فسمعتها تقول ذات الرساله
بذات النص المعروف للجميع .. ولكنها فى هذه المرة تبدلت نبرة صوتها
فكانت نبره صوتها .. حزينة .. مجروحه ..!!
فاستوقفتها .. وقلت لها هل تسمحى لى أن أسألك ما بك يا سيدتى؟
فصمتت صمت طويل ..وشعرت إنى أسمع نبضات قلبها .. أنفاسها
دموعها الرقيقة .. الهادئة .. فى هاتفى .. !!
فقالت لى أنا يا سيدتى إمرأه تعيش فى خدمة جميع البشر .. سواء من
أعرفهم .. أولا أعرفهم !! أقول لهم أجمل العروض .. حتى أسعدهم
مع كل أحبابهم .. كل أصدقاءهم !!
أعرفهم ما تبقى من رصيدهم .. حتى يشحنوا من جديد
ويكون رصيدهم كامل دائماً بأى وقت !!
ولكن لم يسألنى أحداً ذات يوم مثلك ؟ ما بك ؟ ما هو رصيدك ؟
هل رصيدك نفذ وتحتاجين من يشحن لكى ؟ هل تحتاجين من يساعدك
ويسعدك ويرسل لكى أجمل الرسائل والعبارات !!
بل كنت كثيراً ما أقدم كل ما عندى من عروض ومساعدات بكل حب وابتسامة
وحتى لو كانت عروضى وكلماتى لا تعجبكم يا سيدتى فهذا ما أملكه
من عروض .. وهذه هيا ظروفى ووضعى .. مجبره عليه كثيراً
ولست مخيره ... وأنا بالنهاية يا سيدتى بشر
لست مثالية دائماً .. بل كنت أتحمل انفعالات .. سخرية .. غضب
كثيراً من البشر وكنت أتحمل ظروفهم .. اسامحهم .. أحاول أن أخفف عنهم
فأرسل لهم عرضاً جديدا ربما يرسم ابتسامه جميله بحياتهم
ولكن كل ذلك كان دون جدوى سيدتى !!
فأنا مهما فعلت من مواقف جميله لا أجد أى كلمه شكر !!
أحب كل البشر من كل قلبى وأخاف عليهم وأتمنى سعادتهم .. وأتغاطى عن
عيوبهم .. أعطيهم ملايين من الأعذار ..حتى نبدأ صفحه جديدة
بكل حب .. ولكن لا أجد إلا ذاتى يترقبون عيوبى
لا يتحملون لحظات غضبى .. صمتى .. حزنى .. فوقتها أجد الكل أصبح جلاد
وكأنى ملاك .. ولست بشراً مثلهم !! وكأنى أنا جبلاً قوياً
عليه يتحمل ويتحمل ولا ينهار بلحظه ما !!
فأكتشفت يا سيدتى بعد كل هذا العمر .. إنى عندما أحب
أحب بكل خليه فى قلبى .. فى كل جسدى .. أحبهم بكل عيوبهم
قبل مميزاتهم .. أحبهم ومهما حدث لا أنسى عشرتهم الجميله
وكلماتنا وهمساتنا .. الرقيقة .. وأذكر ذاتى كل لحظه
أن كلنا بشر وكلنا خطائين .. وكلنا لنا لحظات غضب .. قسوة .. ضيق
فيجب أن نتحمل بعضنا لبعض !! حتى أدركنت إنى مجرد إمرأه ساذجة
سيدتى .. أحب .. أعطى .. أهتم .. أتسامح .. بكل من حولى
سواء كانوا بقرب منى أو ببعد عنى .. أكثر من اللازم !!
وأنه مهما فعلت ستمحو كل أفعالى الجميله برمشه عين .. !!
نعم سيدتى لقد أكتشفت الواقع المرير .. واقع أن الأصدقاء الذى قدمت لهم كل حب وفرح . ووقفت بجانبهم وقت أحزانهم .. حتى أخفف عنهم ألامهم .. وقت أفراحهم حتى أشاركهم أجمل لحظات العمر
وكنت أهرول عندهم من أول ما أسمع أى خبر عنهم حتى أكون بجانبهم
فهكذا كنت مؤمنة أن هذه هى الصداقة .. حتى أكتشفت صدمتى فيهم جميعا
عندما لم أجد الكثير منهم فى أهم لحظات حياتى !!
نعم سيدتى لقد أقتنعت أخيراً أن الرجل لم يعد فارس جميل مثلما توهم عقلى وقلبى ذات يوم .. وأكتشفت كم هو رجل أنانى .. رجل قاسى .. ظالم
متقلب الحال .. غامض .. جارح !!
مهما كنتى حنونة معه .. مهما كانت درجه عشقك له .. دلالك له .. لن يعطيكى ولو كلمه حب حنونة .. تشعرك بأهميتك فى حياته .. بل ستجديه يعذبك .. يحطمك .. ينساكى ليالى وراء ليالى ... يقربك إليه بلحظه ويبعدك عنه لحظات !! يشعرك كم أنتى وردة جميله مميزة بحياته .. وبلحظه آأنتى شوكاً والبعد عنك غنيمة ! ويتجديه يفكر فى النساء التى تمزقه .. تقسوا عليه .. تجرحه .. نساء لا تحبه مثلما تحبيه أنتى !!
فيتعجب ولا يصدق إنه يوجد من تحبه بكل سلبياته قبل عيوبه .. من تختلف عن
كثير من النساء !! ولكن هيهات أن يستمع لكى .. فأنا بالنهاية أمرأه
أدفع ثمن أخطاء غيرى !! رغم أنى أرى النساء القاسيات لديهم محبين وعاشقين .. مما يجعلنى أتعجب .. كيف ينتقدهم الرجل ويلهث وراءهم ؟
لذلك لن تسمعوا صوتى بعد الأن .. لن أكون معكم مثلما كنت دائماً
فأنتظروا تغيير جميل .. تغيير سينال إعجابكم .. وستصفقون لى
لأنى سأكون مثلكم .. لا أبالى بأفراح .. أحزان .. ابتسامات .. دموع ..
صرخات .. هدوء .. ضيق .. أحد !! لن أبالى إلا بذاتى .. لن أعتنى إلا بحالى
وسيكون شعارى .. عفواً لقد نفذ رصيدى أنا
نعم نفذ رصيد الحنان والحب من قلبى
نفذ رصيد الأهتمام .. نفذ رصيد التضحية .. الأحلام ..
نفذ رصيد الســـــؤال عنكم !!
نفذ رصيدى ولن أشحه مطلقاً وأبداً لأنى سأغلق قلبى مثلما سأغلق هاتفى
وسيكون رصيدى .. رصيد أهتمام بذاتى أنـــــــــــــــــــا !!
نعم سأعيد بناء نبضات قلبى التى أهدرتها كثيراً .. وسهرتها معى .. من أجل
أوهام خيالية !!
ولن أعود مثلما كنت من قبل إلا عندما أجد رصيد كافً من كل من حولى
رصيد مليئ بالحب .. الحنان .. الأهتمام .. بالوفاء ... براحه البال
وحينها قد أشحن رصيدى .. وأكون متاحه لكل البشر
بكل حب فى كل وقت !!
أما الأن فالوداع سيدتى لقد نفذت كلماتى .. ونفذ رصيدى !!