قالت لــــــــــــــــــــى !!
أستيقظت من نومى .. وأكذب وأنا أقول نومى .. لأن عيونى لم تعد تعرف مذاق النوم ..
ولا القلب أصبح يتذكر ما معنى كلمة النوم .. وما هيا الأحلام .. وما هيا راحه البال .. فأصبحت أنام مثل الذئاب مغمضع عين .. ومفتحه عين .. وأحياناً مغمضه العيون .. مستيقظه الروح .. القلب . العقل لا أعرف فيما أفكر !! .. لا أعرف ما الذى يقلقنى ..
مهما كانت قوة الرياح .. .. وبرودة الشتاء .. سأسير بالطريق .. وأذهب إلى مكانى المفضل .. الهادئ .. الذى فيه أنسى معه
ما الذى يحيرنى ؟ ومن الذى يسلب النوم من عينى ؟
فقررت أن أخرج من منزلى .. أسير فى الطرقات .. مهما كانت الشمس حزينة مثلى وغائبه عن السماء
مهما كانت الأمطار قوية .. وغرقت معها الأماكن التى كنت أحبها .. كل مكان فيه ذكرياتى
طفولتى .. مراهقتى .. حتى أنوثتى
مهما كانت قوة الرياح .. .. وبرودة الشتاء .. سأسير بالطريق .. وأذهب إلى مكانى المفضل .. الهادئ .. الذى فيه أنسى معه
أحزانى .. أوجاعى .. وأنسا حتى من أنا ؟
فسرت فى طريقى .. وكل برودة الشتاء أصبحت تجرى فى عروقى .. فى دمائى .. تخرج مع كل نفس من أنفاسى
وكأنه يحاول أن أهرب .. أن أعود لمنزلى .. ولا أكمل طريقى
فسرت فى طريقى .. وكل برودة الشتاء أصبحت تجرى فى عروقى .. فى دمائى .. تخرج مع كل نفس من أنفاسى
وكأنه يحاول أن أهرب .. أن أعود لمنزلى .. ولا أكمل طريقى
ولكنه لا يعرف كم أنا إمرأه عنيدة .. لا تستسلم بسهولة
لا تذل .. لا تخضع .. مهما كانت الصعاب .. الأزمات .. سأظل اسير فى طريقى دون رجوع !!
وبالفعل .. ذهبت إلى إحدى الأمكان المقربه لقلبى .. مقربه لقلبى .. لهدوئها .. لطبيعتها الخلابة
لسماءها الصافيه .. لبحرها الساحر
ووقفت أتامل المكان .. وأسأل سمائى .. ماذا يحدث لى ؟ لماذا لا أنام مثل باقى البشر ؟
ماذا يخبئ لى القدر ؟ هل ستتحقق أى أحلم من أحلامى؟
هل سيبتسم لى الزمان .. العالم من جديد ؟ فأنا لم أفرح ذات يوم بحياتى إلا وجاءت أخبار انقسم ظهرى .. إنكسرت فرحتى ... إنهدمت أفراحى .. دون معرفه أى أسباب لكل ذلك ؟ ولا ماذا فعلت انا
بدنيتى حتى أجنى كل هذه
الأشواك بحياتى .. ولكن دائما عندى أمل فى الله .. لذلك أعيش .. لذلك مازالت أتنفس .. أحارب من أجل أن أحيا
وأحقق احلامى !!
ولم اكمل حديثى بعد !! حتى سمعت صوت .. قوى .. رخيم .. ينادينى بصوت عالى .. جعلنى أرتجف!! فكم كان مخيف
أرهبنى فى بادئ الأمر !!
ووجدته يضحك بصوت عالى .. وبلغه كلها تحدى .. قال لـــى .. لن أجعلك تفرحين يا صغيرتى !!
لن أجعلك تحققين ولو طيفاً واحداً من أحلامك !!
لن يهنئ لكى بال .. لن يغمض لكى جفن فى يوماً من الأيام !!
فأنا هوايتى أن أحطم من هم أمثالك !! من هم حالمون .. طيبون .. رومانسيين مثلك !!
فأنا سأظل أسير فى حياتك .. مثل ظلك .. خيالك ..
سألعب بمشاعرك .. بأحاسيسك كيفما اشاء !! .. سأسلط عليكى شياطين بهيئه بشر .. وملامح ملائكه ..
حتى يخدعوكى .. يمزقون مشاعرك .. أحاسيسك .. يدمرون قلبك .. حياتك
فاحذرينى يا صغيرتى .. فأنتم قلتم عنى كثيراً إنى غداراً .. فاستعدى لغدرى قريباً لا محاله !!
أعتقدت بعد سماع كلماته .. تهديداته .. إنى سأبكى .. سأرتجف .. أترجاه أن يكون رحيماً بى .. أن أخضع له .. أتنازل عن كبريائى
كرامتى ..
وأركع وأتوسل إليه !! ولكنى ضحكت ضحكات أقوى .. أعلى منه ..
وتحدثت إليه بكل سخريه .. شموخ .. كبرياء .. تحدى
وقلت له هيهات أن تهددنى يا زمانى .. أن تكسرنى .. أن تقتلنى ..
فعذراً يا زمانى .. لم أعد أنا الطفلة البريئه ..
الطيبة .. التى لم تكن تدرك أن الحياة فيها الشر مثلما فيها الخير ... فيها اللون الأسود .. مثلما فيها اللون الأبيض !!
لم أعد الفتاة المراهقة .. الساذجه .. التى كان ترى العالم كله بلون واحد فقط .. عالم بلون الورد ..
التى كانت تظن أن كل الناس .. ملائكه .. صادقيين .. أوفياء .. مخلصيين .. ذات نوايا طيبة .. !!
فأنا الأن يا زمانى .. إمرأه .. أنثى .. نضج عقلها .. قلبها . زادت قوتها .. أصبحت أكثر شطارة .. مهارة .. بالنظر لأمور كل الحياة .. زادت خبرتها بالحياة .. بالعالم .. أصبحت أرى لون .. نوايا .. أسرار .. خبايا ..قلوب البشر
من قبل حتى أن يتحدثوا
لــــى !!
إمرأه لن تسمح لأى مخلوق على وجه هذا الأرض مهما كان أن يخدعونى .. يمزقونى .. مثلما تتوهم يا زمانى .. وتخبرنى بكل وقاحه بكل تهديداتك
فاحذرنى أنت .. يا زمانى .. لأنى أصبحت إمرأه متمردة .. أكثر عينداً .. كبريائاً .. كرامة .. فمن يحاول .. يفكر أن يحطمنى .. يخدعنى ذات يوم
فلينتظر هلاكه .. ..فلقد علمتنى يا زمان .. كيفيه لعب الالعاب ..
وإذا لعبت بى يا زمانى .. سترى كيف سألعب بك أيضاً .. فلا تنظر لى نظرة إندهاش ..
إستغراب .. حيرة .. فلقد تعلمت منك .. كل دروس الحياة .. على يديك .. تربيت .. وكبرت قبل الأوان ..
فالفضل الكبير .. والأول .. والأخير لك يا زمانى
فتحياتى لك .. وتشكراتى .. فأنا بانتظار لعبتك .. بكل شجاعه .. قوة .. وكن مستعد أن اللعب معى نهايته ستكون مغلوب !!
وظللت أضحك بصوت عالى .. حتى ساد صمت رهيب على المكان .. وفجاءه أمطرت السماء .. بغزارة ..
فشعرت إنه ربما كلماتى هزت زمانى .. فبكى .. خوفاً منى .. وربما أراد من جديد أن يرهبنى
فلقد جاء بقوة ورحل بغموض وبصمت .. ومع الأيام سأكتشف هل سيلعب معى !! أما رحل عنى إلى الأبد
ولغى أسمى من قاموس ألعابه !!