قالت لى سأحكى لكى حكاياتى أنا أحببته .. نعم أحببته من كل قلبى .. ولم أكن أدرك أن قلبى سيأتى بيوماً من الأيام وسينجذب .. سيعجب .. سيحب رجل دون أستئذان منى .. دون أن يسألنى عن رأيى ؟! دون أن يصارحنى بمشاعره .. فلقد كنت أنا وقلبى أصدقاء تحكى ونهمس لبعضنا كل الحكايات والأسرار .. يسألنى .. يحاورنى فى كل الأشياء !! ولكن هذه المرة لم يكن قلبى صديقى .. بل أصبح صديق قلب هذا الرجل ذهب إليه ودق على بابه بكل حنان .. ولكن قلبه أدخله ورحب به فقط كأصدقاء نعم خذل قلبى .. وربما لم يفهم قلبى كلامه . ضحكاته .. مشاعره معه !! انها قبول فقط وارتياح لقلبى.. ولكن قلبى أستسلم له وتحمل قسوته .. غيابه .. عدم شعوره بأحاسيسه .. تحمل أن يبكى فى صمت عندما يسمع أهاته .. تحمل أن يخفى غيرته عليه .. عندما يسمع عن مغامراته .. ويرى أعجاب النساء به تحملها وقال لى يكفينى القرب منه .. يكفينى ان أسمع صوته .. ارى إبتسامته .. أشاركه همومه .. أحزانه .. أفراحه .. فأذا لم يحبنى ويشعر بمشاعرى تجاهه .. لأن خجلى وحيائى يمنعنى ان أبوح له ..
فمهما قلت له .. فهيا أحاسيس كان عليه أن يحسها لحاله .. ففى مشاعر وكلمات لا نستطيع أن نقولها ولا نوصفها .. ولكن على الأخرين أن يحسوها .. يتنفسوها .. دون أن نتحدث !! وأنا فعلت يا سيدتى كل ما يمكن أن يجعله يشعر . ولكنه يصمت أحياناً .. يهرب أحياناً .. ويقرب أحياناً .. وكثيراً ما أفكر سيدتى أن أبعد عنه حتى لا أكون كالحمل الثقيل بحياته فلن أعاقبه .. لن أنتقم منه .. لن أخسرة .. وأخذل صدقاتى معه .. ولكن ماذا أفعل سيدتى فى قلبى الذى أصبح متمرد .. عنيد .. عاصى لا يستمع لنداءتى وأهاتى .. أنه يجب أن ينسا .. يجب أن يقتل هذا الأحساس بداخله . ولكن كل كلاماتى كانت هباءاً يا سيدتى !!
فقلبى أصبح يرانى عدوة له .. وليس مثل الماضى صديقته .. يعتقد أنى لا أريد له السعاده وإنى سعيده بوحدتى . وعذابى .. ولذلك قررت أن أتجرأ .. وأكون صريحه مهما كانت إجاباته لى .. سأتحملها .. وسأوافق عليها .. ويكفى لقلبى أن يسمع رده منه مباشرة فأرتديت ملابس رائعه .. ووضعت الكحل بعيونى وجعلتها عيون ساحرة وتحولت لأنثى متألقه .. وكأن زفافى اليوم .. وذهبت إليه وكانت أقدامى تخطو خطوة وترجع مئات الخطوات للوراء .. وتاهت منى أفكارى . وضاعت منى العبارات .. وفقدت أنفاسى ..
ولكنى تماسكت وأخبرت قلبى أن يكون قوياً شجاعاً مرفوع الرأس مهما صار مثلما كان معى طوال العمر وعند لقاءه ..
تحولت بلحظه إلى طفلة صغيرة .. ضائعه تحتاج ان تحتضنه وتخبره بحبها وإنه هو بر الأمان لها !!
وعندما رأها أبتسم لها إبتسامه ساحرة .. ونظر لها نظرة ثاقبه .. وإشاد بجمالها هذه الليله ..
وقال لها بكل رقه عندى خبر سار لكى .. كلى يقين إنه سيسعدك .. فأدمعت عيناها .. وتحول وجهها لباقه من الورود الحمراء ..
وقال لها إن أحب .. بل أعشق .. نعم تخيلى صديقتى إنى أنا أخيراً أحببت امرأه قد سلبت قلبى ..
خطفت روحى فجاءه .. ووجدتنى أقول لها بكل لهفه أحبك !!
وحكيت لها عنك كثيراً وأخبرتها كم كنتى صديقتى الغاليه المفضله لى ..
وقريباً سيكون زفافنا يا صغيرتى .. كم أنا سعيد !! بل أكاد أفقد عقلى من فرحتى !!
وأتمنالك يا عزيزتى أن تحبى مثلى ذات يوم .. ويكون رجل جدير بحبك وقلبك الرائع الجميل !! قالت لى كاد أن أفقد وعى سيدتى وهو يتحدث عنها وعن حاله وامنياته الجميله لى ..
كاد أن يخرج قلبى منى ويقول له كم قتلته كلماته .. وجرحه قراره .. ولكنى صمت وصمدت يا سيدتى .. ولكن دموعى لم تصمت ولم تصمد سيدتى بل أنهارت أمامه وأخبرته إنها دموع فرحتى به .. وقلت له بصوت يرتجف إنى سعيده لأنى فقط أراه سعيد !
وأنسحبت بهدوء وسرت وحيده بطريقى وتحولت من أنثى جميله إلى أنثى هالكه لا محال .. ولكن قلبى لم يصمت .. ووجدته يحركنى ويجعلنى أن أخطو إلى طريقه من جديد .. ووجدتنى أنجرف معه وعدت إليه من جديد .. وعندما رأنى أنصدم من حالى الذى تبدل أمامه ووجدت لسانى ينطقها بكل قوة وصوت عالى أنا أحبك .. ليس حب إمراه لصديق . بل حب إمرأه لرجل . بل أعشقك يا سيدى .. ولكن خجلى وعزة نفسى منعتنى من إخبارك بحقيقه مشاعرى الحقيقيه تجاهك .. حتى أدركت كم أنا حمقاء إنى أخفيتها كل هذا الوقت حتى جاءت إمرأه أخرى سلبتك منى بلحظه .. إمرأه لم تفعل لك نص ما فعلته أنا من أجلك !!
ولكن مهما وصفت وتحدثت معك عن ما بداخل قلبى .. فكله سيكون بلا معنى .. بلا قيمه لأنك لم ترانى إلا كصديقه .. لذلك سأودعك .. وسأتمنالك من قلبى كل السعاده والحب والهناء مع حبيبتك !! ورحلت يا سيدتى بل أختفيت من أمامه فى لمح البصر فهو ساد وجهه الحزن الصمت .. وامتلئت عيونه بالدموع .. لذلك فضلت الرحيل لا أريد أن أرى بعينه نظرة شفقه .. عطف على قلبى .. ولكنه لم يتركنى سيدتى . ارسل لى باقه رائعه من الزهور مع كارت زفافه .. وكتب لى رساله معهم .. إنه سيفقد أى مذاق للسعاده .. والفرحه إذا لم يرانى
بجانبه هذه الليله !! وقال لى أن حبه لى كصديقه ربما أعمق وأروع من أى حباً أخر .. وإنه لو أدرك هذا الحب منى منذ زمن لم يكن ليتردد ليختارنى أنا !!
فبكيت يا سيدى ترى هل خطائى إنى كنت صامته .. ولم أخبره ؟ هل كان غباء منى إنى لم أبوح له ؟ لم أكن أدرك يا سيدتى أن الحب والرجل مثل الفرصه إذا لم نغتنمها بكل شجاعه ضاعت منا فى لحظه !! ولكنى ترددت يا سيدى أن أذهب وأكون بجانبه . ولكن قلبى كان يشتاق أن يراه فى مثل هذا اليوم !! قال لى قلبى لا تكون قاسيه معه .. واجعليه يشعر بمذاق السعاده .. حتى لو ستذوقى أنتى مذاق المرارة والحسرة فى قلبك !! فلبيت نداء قلبى يا سيدتى وذهبت ورأيته عريساً جاذباً . ولكنه كان حزيناً .. ينظر هنا وهناك وكانه يبحث عن شئ فقده .. وعندما رأنى .. نظر لى نظرة ممزوجه بدمعه فرح وإبتسامه .. مهما طال عمرى إستحاله أن أنساها بحياتى !!
ورأيت حبيبته أعترف إنها جميله وتدخل القلب بكل بساطه .. ولكنى تمنيت أن أقف مكانها !! فشردت بذهنى وتذكرت كل ذكرياتنا فوجدت دموعى ستهطل من عيونى كالأمطار .. فأنسحب بهدوء لركن بعيد .. فوجدت رجل .. احلف لكى يا سيدتى إنه إستحاله ان تتصورى أن هذا الرجل القوى البنيه والملامح كان يبكى كالطفل الصغير . ورأيت نظراته كلها حب وشوق إلى عروس اليوم وعندما رأنى أبكى أنا أيضاً .. ابتسم بسخريه .. وقال لى هل أنتى أيضا تحبيه واكتشفتى إنك مغفله مثلى لأنك لم تبوحى له بحبك .. حتى أصبح بلحظه مع حب غير حبك ؟!
فابتسمت وقلت له نعم فأنا مثلك تماماً وقد أتيت اليوم لأدفن قلبى هنا .. وأرحل إلى حيث أتيت وأنسا كل شئ .. فلم يعد لى .. ولم يعد لى الحق بالتفكير فيه .. فأدفن قلبك هنا يا سيدى مثلى .. فلا دموعنا ولا أهاتنا ستعيدهم من جديد لحياتنا .. وأجعلها فقط ذكرى وتعلم درس منها إنك إذا أحببت أنطلق بكل شجاعه وقولها بأعلى صوتك .. ولو ستسمع حينها فقط صدى صوتك ولكن يكفيك أنك قلت ما شعرت به .. وأخرجت كل ما فى قلبك فربما تكسب ولا تخسر حينها .. ولا تشعر بالندم مرة أخرى !!
فهذه هيا حكاياتى سيدتى وهذه هيا نهايتى وهذا هو الدرس الذى تعلمته سيدتى !!