قررت أن أكتب أن أثور قبل أن يصيبنى الجنون .. فأحضرت قلمى ودفترى .. وجلست بجانب شرفتى لينير قمرى غرفتى فأكتب له ما يشكو منه قلبى .. وفتحت دفترى وقلت لحالى من أين أبدأ ؟! وعن ماذا أحكى ؟ هل أكتب عن حياة مزيفه ؟ أم عن زمن ظالماً ؟ فقلت لحالى سأمسك قلمى وأجعله يكتب كيفما يشاء !! ولحظتها كلما حاولت أن أمسك قلمى وجدته يهرب من بين يدى .. يرفض أن تلمسه يدى .. حتى سمعت صوتاً غاضباً ..فأرتجفت بشده وتساءلت صوت من هذا .. ؟ ولماذا كل هذا الغضب يجتاح صوته ؟!! حتى وجدت قلمى واقفاً بكل شموخاً وينظر لى بكل حده .. وقال لى الصوت صوتى أنا .. والغضب غضبى أنا ..
ويجتاحنى لأنى كرهت لمساتك لى .. رافض كتابتك بأحبارى .. لقد مللت أحزانك .. وسئمت من دموعك .. وتمزقت كثيرا من كتاباتك عن وحدتك وعن جراحك فلماذا تسلمى قلبك دائما ً لمن يظلموه .. يقتلوه .. يجعلوه ينزف ليلاً ..
نهاراً ؟! ولا تخبريهم بجراحك وتكتفى بأن تمسكينى وتكتبى بي ألامك فتعذبينى وتجعلينى أبكى معك !!
فمتى ستكونى سعيده ؟ متى ستأخذى حقك من الحياة .؟ إلى متى ستظلى تسعدى وتضحى من أجل الأخرين وتعودين وحيده من جديد بغرفتك التى تتمنى أن تودعيها يوماً إلى العالم الجميل الذى دوماً حلمتى به ؟ إلى متى تسلمين قلبك إلى ذئاب بهيئه بشر ينهشون بنبضك ومشاعرك وأحاسيسك ؟!
إلى متى ستظل براءه الأطفال بعينكى فتثقين و تصدقين كل روايه تحكى لك ؟ وتفعلين المستحيل .. وتضحين وتتنازلين بأسم الحب .. بأسم الصداقة !! ألم تسمعى أنها مجرد حكايات من الخيال .. كتبها مؤلفون حتى يخدعون أمثالك بقصصهم فيتسلون بك وليس ليسلون قلبك فكل قصص الحب هيا مجرد رويات انتهت منذ روايه السندريلا وشهر زاد !!
فعصر الشاطر حسن .. والأمير الساحر أنتهى حتى شهريار الذى حولته شهر زاد لملاك أصبح بعصرك ملاك تحول لشهريار لينهى حبك .. ليهدم أحلامك .. ليضيع من عينيكى برائتك .. فعذراً سيدتى لسنا بعصر العشاق ..
ولسنا بجزيرة الأحلام!!
فأنا قلمك أحببتك منذ أول لمسه .. لمسنى أصابعك الرقيقه لى .. منذ أول كلمه كتبتيها بى.. فيكفى طيبتك معى وحفاظك على بمقلمتك .. لذلك سامحينى لغضبى .. سامحينى لقول الحقيقه المريرة فى وجهك فلقد صبرت كثيراً معك أملا ً أن ترسمى بى غداً حياتك كلوحه رائعه بأجمل الألوان ولكن متى ؟ وكيف ؟ وانتى مازلتى تتملكى هذا القلب ..
وهذا الصدق ..وهذا الحب !!
فلن أكتب بعد الأن سيدتى ولن أظل معك ليس ألماً منك .. ولكنى قررت الرحيل من هذا العالم فاعذرينى .. فنظرت له وكلى صدمة كبيرة يا إلهى حتى قلمى الذى تبقى لى من الدنيا وكان يونسنى بوحدتى قال لى الحقيقه التى أعلمها ولكنى لم أتعلم منها و كأن قلبى متألمش دوماً !!
قالها لى فمزقنى أكثر وأيقظ جروحى وذكريات حياتى .. فأحتضنته وقبلته ورجوته أن لا يرحل ويتركنى ..
ولكنه نظر لى ودمعه قويه نزلت منه هزت وجدانى .. فوجدت حبره يملئ يداى .. لقد فعلها ورحل !!
وبدأ قلبى بالخفقان ودموعى تنهمر بشده حتى وجدت صوتى حنون يبكى معى فقلت ومن أنت ؟!
فقال لى أنا دفترك وأبكى على قلمى المفضل الذى كان يحنو على أوراقى وأنتى تكتبين مشاعرك
لقد قتلتيه بحزنك ؟ وأنا راحل مثله سأتركك فلم يعد لى دوراً بحياتك وكل الحياة ..وأنصحك أن ترحلى أيضاً
إرحلى لأنك إذا تنفستى اليوم .. سترحل منك أنفاسك غداً فأنتى لن تستطيعى أن تتعايشى مع هؤلاء البشر
كل يوم سيرتدون لكى ألف قناع وأنتى بكل سذاجه ستصدقيين دموعهم ووعودهم .. أقوالهم .. أنهم أصدقاء لكى .. وربما أحباب لكى !!
فأرحلى أنتى قبل أن يغتلوكى يوماً !!
فارتجفت وأتصدمت يا ويلتى قلمى ودفترى قالوا لى ما كنت أخاف أن أكتبه لحظه !!
فرجوتها أيضا وقلتلها لا تتركينى لوحدى فأنا أكره وحدتى !! فوجدت دفترى يتطاير أمامى كالعاصفه
وهرب من نافذه غرفتى !!! فنظرت لحالى فوجدت روحى وحيده الخوف يملئ قلبى لمن سأشكوا وأحكى فلقد رحلوا أحبابى ولم يسمعوا ندائى ؟!
فنظرت إلى قمرى وقررت أن أرحل عنده كى يحتضن إمراه .. عذبها قدرها فنظرت إليه وبكيت له ..
فقلت له لقد رأيت بعينيك أحبائى يقسون على قلبى وتركتهم يرحلون ؟!
لماذا لم تقف بجوارى وترسل لهم نجومك يترجوا معى ؟! لماذا لم تجعلهم يسمعونى ويتذكروا إنى كتبت أيضا
كلمات كلها حب وأحلام ورديه ؟! ولم تكن حياتى دائما شقاءاً .. وأنا ربما لم أخدع .. لأنهم كثيرا ضحوا من أجلى .. ورسموا بحياتى أجمل إبتسامه .. وأحتوى دموعى .. وأتوا بكل شجاعه إلى بابى .. وأقسموا بحبهم .. بل عشقهم .. وأنهم سيحققون لى أحلامى !!
فأنا حائرة الشك يقتلنى لم أعد أعرف الشر من الخير .. لم أعد أدرك لما يمزقون حبنا فى لحظه طيش .. لماذا يجعلونا تائهين ونسأل حالنا من هم ؟ هل أحبابنا وأصدقائنا أم هم بالأصل بأعدائنا؟ كيف كانوا يسهرون من أجلنا ؟
ويجففون دموعنا ويداوا جروحنا ؟
و فجاءه يكونون هما سبب دموعنا وعذابنا وجراحنا .. وأصبح النوم سلطانهم وحياتهم فى عز انهيارنا وشقائنا وصدمتنا ومازالت اللحظات تمر ونسيانهم لجرحنا أكثر كأس مر نتذوقه وأنتظارهم يقتلنا .. وشعورى بأن وجودى بحياتهم من عدمه كأنه شيئاً واحداً يجرحنى .. شعورى إنى لست غاليه بحياتهم يؤلمنى .. شعورى بعدم سؤالهم عن حالى يمزقنى !!
قل لى يا قمرى كيف ؟ قل لى هل أحبونا ؟ وإذا لم يكون حباً فلماذا كانت كل هذه الحروب والوعود من أجل أن يمتلكوا قلوبنا! فأنا يا قمرى الصمت أصبح عنوانى .. واسئلتى أصبحت بلا إجابة !! فنظر لى كطفل برئ وتنهد بحرقه ونزلت دموعه برقه وقال لى لقد تركنى أيضا نجومى وسخروا منى
ومن لقبى إنى نور العاشقين والمحبين والأصدقاء ..وأنا سأرحل فوجودى بهذا الزمن سلب منى نجومى وتألقى .. فأعذرينى أنا أيضاً . ونصيحتى لكى أن ترحلى .. إرحلى ولا تذكرين لأحد عنوانك .. إرحلى وداوى جروح قلبك .. وإجعلى الوحده دنيتك فمهما كانت قسوتها .. فهيا أرحم من التعايش مع بقايا بشر!!
فبكيت معه وكانت أول ليله بكى فيها القمر !! فقررت أن أرحل مثلهم لا أعرف إلى أين ؟
ولكنى سأرحل ذات يوم .. ذات لحظه .. ربما اليوم .. ربما غداً .. ولكن تذكرينى دائماً يا صديقتى