كنت أسير فى طريقى أنظر إلى السماء واسأل حالى أين أذهب ؟ فأنا أريد أن أكون وحيده اليوم .. أفكر فى الحياة .. أحاول أكتشف أسراراها .. وأن أفك رموزها .. أجد حل لألغازها .. حتى ذهبت إلى مكان قريب من البحر .. فربما أجد مع البحر إجابات لتسؤلاتى .. !!
فجلست أنظر إليه بكل هدوء .. حتى تسترخى أعصابى .. ويهدأ عقلى وبالى من كثرة التفكير فى كل أمور العالم والحياة .. حتى رأيت بعينى ما أنسانى ما كنت أتيت من أجله ؟!
نعم رأيت فتاة .. حزينة الملامح .. يكسوا وجهها وعينيها .. كثيراً من الحيرة .. والتساؤلات .. رأيتها فتاة جميله الملاح .. ساحرة العيون .. ولكنى أحسست أن جمالها أصبح ينطفئ من جراحها المرسوم بعيونها .. المنقوش كلوحه بقلبها .. وأن النور الساطع كالشمس بعينها .. أصبح يخفت .. ويخفت فتحول لليل غامض .. صامت .. حزين !!
فظللت أنظر لها بكل عطف .. وتأثر قلبى عندما رأها لوحه جميلة .. ولكن مع الأسف رسمها رسام بريشه وألوان حزينه
وفكرت أن أقف بجانبها .. وأسالها عن سر هذا الحزن الكبير الذى يملأ حياتها ؟! وكيف يكون ملاك مثلها مجروح ؟! ولكنى ترددت .. فربما لديها أسرارها ؟ وربما يكون وقوفها أمام البحر .. سيعيد من جديد إبتسامتها !! فلن أحاصرها بفضولى .. فيكفيها فضول البشر .. المجتمع .. فما أجشعه من فضول عندما يقتحمون حياتك دون أى أستئذان !!
ومر الوقت وهيا مازات واقفه بكل ثبات ولديها ذات النظرات الثاقبه .. ولكن اللليل الحزين الذى سكن عيونها .. تحول فجاءه إلى سماء ممطرة !! فلم أتمالك حالى .. ووجدت خطوات قلبى قبل خطوات أقدامى تسبقنى إليها .. فوقفت بجانبها .. وأمسكت يداها بكل قوة وحنان بذات الوقت .. فنظرت لى نظرة رائعه .. بها رساله شكر دافئه !! فوجدتها تقول لى .. بكل صوت مذبوح .. يملئه الحزن والجروح .. لم أعد أعرف من أنا .. منذ أن التقيت به ..
فأنا لم أعد أنا ؟ أحياناً أجد حالى شارده الذهن والتفكير فيه .. دون أى أسباب .. أو مبررات .. ولكن روحى تتراقص كلما جاء فى بالى .. خيالى .. أحلامى .. وأحياناً أطير من كثرة الفرح كالعصفوة الحرة التى حطمت قيودها التى قيدت قلبها .. وحبست أنفاسها .. فخرجت من القفص الذهبى المغلق عندما أراه .. يتحدث معى !!
فعندما سمعت صوته نسيت من أنا .. ومن أين أتيت .. وما هو عنوانى .. وما هيا بطاقتى الشخصيه ؟!!!!
وعندما سمعت نبرات ضحكاته .. سحرتنى .. خطفت منى دقات قلبى ونبضه جعلتنى أفقد عقلى .. وأفكر كثيراً أن أبوج له بمشاعرى التى لا أعرف هل هيا حب .. عشق .. اعجاب .. فأنا لم أتذوق من قبل هذا الاحساس تجاه أى رجل كان ؟ بل كان الرجال هما من ينجذبون لى .. هما من يشعرون بحبهم لى .. ويتمنوا قربهم لى ؟
أما أنا فلم يحدث بعمرى أن انجذبت لأحد .. ولا أعرف ما سر هذا الرجل ؟! ما سر سحره الذى سلب منى كل مشاعرى دون أى أستئذان منى ؟ فأنا أراه ساحر برجولته .. بقوة شخصيته .. وأراه ايضا كالطفل الصغير جميل بشقاوتة لكن أحتل عقلى وقلبى وروحى .. وأصبح كالقائد القوى الذى لديه كافه الأسلحه والقدرات الفائقه
لكى يحتل مملكتى الحصينه .. ويسيطر على كل جيوشى .. عقلى وقلبى .. وروحى .. ونبضى وكل حواسى ؟ فجعلهم كلهم يعصون أوامرى !! يخالفون تعليماتى ؟! يحطمون كل خططى التى أخططها له ؟!
فأحياناً يا سيدتى أقول إنى سأعلن عليه الحرب .. وسأذهب إليه بكل قوة .. وأسترد منه كل ما سلبه منى ؟!
ولكن خجلى وحيائى يمنعنى ؟ خوفى أن يصدمنى ويذبحنى بكلماته إنى مجرد سراباً بعيونه .. وربما مجرد صديقه
يعزها فى روحه .. وربما مجرد فتاة تجذبه حديثها .. ضحكاتها .. فتسليه بوحدته .. بوقت ضيقه .. بلحظات إحتياجه لأنثى بجانبه ؟ اخاف يا سيدتى أن أخسره .. فمهما كانت نتائج مشاعرى .. أخاف أن أخسره ؟
فأنا لا أريد ان أخسرة بحياتى ولو كصديق .. فمهما كان شعوره تجاهى .. سيظل رجل غالى .. عزيز !!
فلن ألوم عليه .. فالحب وتبادل المشاعر ليست بيد البشر .. بينما هيا بقرار قلوبنا ؟!
فلن ألوم عليه .. أو أغضب منه ؟ أو أفكر انتقم ؟ أو أدمره ؟ فسعادته شئ غالى يهمنى
ولو مع قلب أخر غير قلبى أنا ؟
فربما لست أمتلك صفات فتاة أحلامه ؟ وربما لست السندريلا الساحرة الجمال التى طالما رسمها بدفاتره
وكتب عنها أشعاره ؟! وربما بحياته امرأه أخرى سبقتنى وأمتلكت قلبه ؟ وربما هيا أجمل منى بعيونه ؟
فأستطاعت أن تقتحم قلبه وتحتله ؟!
وفجاءه صمتت .. وانهارت سماء عيونها أكثر وأكثر .. وقالت لى قولى سيدتى ماذا أفعل بحالى ؟!
فأنا تائهه لا أعرف بحق ما هذا الشعور ؟ الذى جعلنى أفقد أحيانا عقلى ؟! فأنا كثيراً ما سمعت عنه من كثيراً
من البشر .. يلقبونه الحب من طرفاً واحد ؟ وكنت أسخر منهم أحيانا ً .. وأحياناً أشفق عليهم ؟
وأحياناً أتساءل كيف يكون شعورهم ؟
حتى جاءت اللحظه رد عليها زمانى .. بل صفعنى يا سيدتى وجعلنى أشعربكل أحاسيس
كل من تذوق من هذا الكأس ؟ تذوقتها وأدركت مرارتها .. وكم هيا جمرة من النار ..
تحرق قلبى كثيراً .. وتثير غيرته .. ولهفته .. رغم عدم حقى بأى شئ معه؟
فهو ليس ملكى ؟! فقالت لى هذه كل حكايتى سيدتى .. هل تستطعين أن تساعدينى ؟
هل عندك ما يطفئ نار قلبى ؟
فلم يكن عندى أى رد ؟ سوا الصمت الرهيب ؟ ولكن دعوت لها من قلبى .. أن يكون لدى هذا الرجل ذات الحب
والأحساس وتمنيت أن يكون قمرنا .. قد سجل بدفاترة كل هذه المشاعر الرائعه .. ويرسلها لها مع نجومه ..
فربما يكون لديه ذات الشعور والأحساس ولكن ليس لديه الجرأه والشجاعه أن يبوح لها ؟
وربما هو أيضا لديه ذات المخاوف منها ؟َ
فكل ما فعلته إننى أخذتها بكل دفئ فى حضنى .. حتى تهدأ .. وقلت لها نصيحتى.. قلت لها أن مرأه رائعه مثلك
لديها هذا الحب والمشاعر والأحساس .. وبداخل قلبها كل هذا النبض الدافئ .. تجاه رجل ..
فى ظل هذا الزمن العجيب ؟
تستحق أعظم الرجال فأذا لم يكن يبادلك ذات المشاعر .. فلا تندمى وكنى على ثقه إنه سيندم ولو بعد حين أشد
ندم ..لأنه نادراً أن يجد مثل قلامة أظافرك .. ولن يجد أمراه تحبه بكل صدق واخلاص دون أى دوافع ..
ونوايا حمقاء ؟ّ!!
فضمتها أكثر إلى صدرى ونزلت دموعى تأثراً بحالها .. وتساءل قلبى ترى هل ممكن أن أكون يوماً مثلها ؟
وأتذوق من كأسها ؟ فيا ويلتى فأنا امرأه قد أقهر كل الحياة .. كل البشر .. ولا أستطيع أن أقهر رجل سافر قلبى
معه وأحببته ؟